ما هو العالم الرقمي (digital world)

ما هو العالم الرقمي؟ من أجل مناقشة الآثار المترتبة على العيش في عالم رقمي، من المهم توضيح ما نعنيه بذلك، في هذا اليوم وهذا العصر بالنسبة لجميع الأفراد تقريبًا في البلدان المتقدمة، تشارك التقنيات الرقمية إلى حد ما في معظم جوانب حياتنا، حتى لو لم نكن على علم بذلك.

في معظم الحالات تطورت هذه التقنيات الرقمية بدافع الرغبة في جعل حياتنا أسهل أو أكثر كفاءة، وحتى المدن الذكية تعتمد بشكل متزايد على تقنيات مثل البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء وأجهزة الاستشعار، فلذلك ليس هناك شك في أن التقنيات الرقمية ربما تؤثر على جوانب حياتنا أكثر مما ندرك.

في منشور وضح كريس أن عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت يفوق عدد الأجهزة الموجودة في البشر، ومن المتوقع أن يستمر هذا العدد من الأجهزة المتصلة في النمو، "في عام 2017 تم توصيل 27 مليار جهاز باستخدام إنترنت الأشياء، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 125 مليار بحلول عام 2030 فقط. مع أخذ ذلك في الاعتبار، يجب أن نفكر بجدية في ماهية الآثار المترتبة على إنترنت الأشياء، بالنسبة للأفراد الذين يستخدمون هذه الأجهزة ويعتمدون عليها بانتظام.

حسنًا من المهم أن نبدأ بالقول على الرغم من أن عدد الأجهزة المتصلة يتزايد مع تزايد شعبيتها، فلا يزال هناك العديد من الأمثلة على الأجهزة الذكية غير الناجحة، حيث أصبحت العديد من هذه الأجهزة بمرور الوقت ببساطة زائدة عن الحاجة أو اعتبرت غير ضرورية، مثل أربطة الحذاء ذاتية الربط، لكن بعضها معيب بطريقة خطيرة، مثل منظم الحرارة الذكي الذي يسخن المنزل إلى درجة حرارة لا تطاق عندما يفقد الاتصال الى الانترنت.

إذن ما هي عواقب استخدام هذه التقنيات الرقمية؟ حسنًا بصرف النظر عن الأموال المهدرة التي تُنفق على المنتجات غير الناجحة أو غير الضرورية، حتى استخدام التقنيات "الناجحة" يمكن أن يكون له آثار، ويمكن أن تكون هذه إيجابية عندما تمكّنك من إدارة حياتك بشكل أكثر كفاءة، ولكن الطريقة التي يتم بها استخدام التقنيات الذكية في المنزل، يمكن أن تؤدي أيضًا إلى المزيد من الآثار الجانبية الشريرة.

نتيجة لزيادة ارتباط سكان العالم رقميًا، قامت معظم الشركات بتعديل استراتيجياتها التسويقية وفقًا لذلك، لزيادة مشاركة المستهلك إلى أقصى حد. في الماضي، حيث كان يتعين على الشركات الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية مثل الراديو والمطبوعات من أجل جذب العملاء وبناء سمعة لأنفسهم، يمكنهم الآن استخدام العالم الرقمي لتحقيق ذلك على الفور، ويشاهد المحتوى الرقمي عددًا أكبر بكثير من الأشخاص مقارنة بالوسائط التقليدية في فترة زمنية أقصر بكثير، لا سيما عندما يقترن باستخدام الإعلان الآلي الذي يمكن أن يعتبره البعض أنه يستغل عملائهم.

كما ناقش مايا وهو كاتب زميل في منشور المجتمع الرقمي، يستخدم الإعلان البرنامجِ البيانات لتطوير الخوارزميات وأتمته شراء الإعلانات ووضعها وتحسينها، وتساعد هذه التقنيات الشركة على استهداف جمهورها المستهدف بشكل أكثر فاعلية من أي وقت مضى. النتيجة الإيجابية الهامة لهذا المستوى من التخصيص هي الراحة.

ومع ذلك لتحقيق هذا التخصيص، يجب على الأفراد السماح بالوصول إلى بياناتهم ، إما من خلال ملفات تعريف الارتباط أو سجل البحث أو من خلال أشكال المراقبة عبر مكبرات الصوت الذكية والأجهزة المتصلة الأخرى. لذلك ليس من المستغرب أن يجد الكثير من الناس هذا الإعلان المستهدف تدخليًا، وأحيانًا زاحفًا جدًا، والمجتمع الرقمي لعام 2020، تختلف الطريقة التي يشعر بها المستهلكون حيال هذا النوع من الإعلانات المستهدفة اختلافًا كبيرًا.

بالإضافة إلى تقنيات المنزل هناك العديد من التقنيات الأخرى التي تحول جوانب أخرى من حياتنا إلى حياة رقمية، وفي بعض أماكن العمل يتم الاستغناء عن الناس لأن الذكاء الاصطناعي يحل محل رأس المال البشري، وليس هناك شك في أن الطريقة التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي على تسريع المهام وجعل مكان العمل أكثر كفاءة مفيدة من وجهة نظر الأعمال، ولكن البطالة الجماعية التي يمكن أن تنشأ نتيجة للاستبدال هي بالتأكيد مثيرة للجدل.

ومع ذلك فإن بعض الأشخاص مثل مؤسسي (XANA) (وهي تقنية طبية تتزاوج مع تطبيق)، يدعون أن استخدام الذكاء الاصطناعي في حالتهم لا يزيل بالضرورة متطلبات الأشخاص الحقيقيين ولكنه يسمح ببساطة للعمال بالاستفادة من خبراتهم في بطريقة مختلفة، وفي حالة (XANA)، تمكّن التكنولوجيا الرقمية الطاقم الطبي من الوصول إلى البيانات الصحية لمرضاهم عن بُعد في الوقت الفعلي.

هذا يعني أنه يمكن للأطباء القيام بوظائفهم في تشخيص الأمراض وتقييم نتائج العلاجات بشكل أكثر فاعلية مما كان بإمكانهم القيام به سابقًا في عالم بدون تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الرقمية هذه، ويمكن أن يكون لهذه الأنواع من التطورات التكنولوجية تأثير إيجابي للغاية على الحياة في العالم الرقمي ولكنها لا تزال موضوعًا حساسًا للنقاش.