الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي (Artificial Intelligence and Machine Learning)

يمثل الذكاء الاصطناعي (AI) التفاعل الحقيقي بين الإنسان والآلة، وعندما تصبح الآلات ذكية، يمكنها أن تفهم الاحتياجات وربط البيانات واستخلاص النتائج المرجوة، كما ويمكنها من التفكير والمراقبة والتخطيط، فمثلاً: هل ستغادر في رحلة عمل غدًا؟ سيقدم جهازك الذكي تلقائيًا تقارير الطقس وتنبيهات السفر لوجهتك، فإذا خططت لاحتفال عيد ميلاد كبير؟ سيساعدك الروبوت الذكي في إرسال الدعوات وإجراء الحجوزات وتذكيرك بالتقاط الكعكة، وفي هذه المقالة سوف نستعرض المكونات الأساسية للذكاء الاصطناعي وسنصف كيف اجتمعت التقنيات المختلفة لمساعدة الآلات على أن تصبح أكثر ذكاءً.

من أين أتى مفهوم الذكاء الاصطناعي؟ حسنًا لم ننتقل من ألعاب الشطرنج مباشرة إلى السيارات وقيادتها بشكل ذاتي، ولهذا المجال تاريخ طويل متجذر في العلوم العسكرية والإحصاء، مع مساهمات من الفلسفة وعلم النفس والرياضيات والعلوم المعرفية، فقد تم وضع الذكاء الاصطناعي في الأصل لجعل أجهزة الكمبيوتر أكثر فائدة وأكثر قدرة على التفكير المستقل.

يتتبع معظم المؤرخين نشأت الذكاء الاصطناعي، ففي مشروع بحث دارتموث في عام 1956 والذي كشف عديد المواضيع مثل حل المشكلات والأساليب الرمزية، وفي الستينيات اهتمت وزارة الدفاع الأمريكية بهذا النوع من العمل وزادت من التركيز على تطوير أجهزة الكمبيوتر لتقترب من التفكير البشري، لقد مهد هذا العمل الطريق للأتمة والتفكير الرسمي الذي نراه في أجهزة الكمبيوتر اليوم، ويمكن تصنيف خدمات الذكاء الاصطناعي إلى ذكاء اصطناعي عمودي أو أفقي.

تركز هذه الخدمات على الوظيفة الفردية، سواء كان ذلك من خلال جدولة الاجتماع، أو من خلال العمل المتكرر، وما إلى ذلك، وتؤدي روبوتات الذكاء الاصطناعي العمودية وظيفة واحدة فقط نيابة عنك وتقوم بها بشكل جيد للغاية، لدرجة أننا قد نخطئ بينها وبين الإنسان.

هذه الخدمات قادرة على التعامل مع مهام متعددة، ولا يوجد محدد عمل واحد يجب القيام به  تعمل هذه الخدمات بشكل أكبر مثل إعدادات الأسئلة والأجوبة، مثل: ما هي درجة الحرارة في نيويورك؟ ويتم تحقيق الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل كيفية عمل الدماغ البشري أثناء حل مشكلة ما ثم استخدام تقنيات حل المشكلات التحليلية لبناء خوارزميات معقدة لأداء مهام مماثلة، والذكاء الاصطناعي هو نظام آلي لصنع القرار، يتعلم باستمرار ويكيف ويقترح ويتخذ الإجراءات تلقائيًا، وفي جوهرها يحتاجون إلى خوارزميات قادرة على التعلم من تجربتهم. 

في حين أن الذكاء الاصطناعي هو العلم الواسع لتقليد القدرات البشرية، فإن التعلم الآلي هو جزء من الذكاء الاصطناعي هو أداة تجعل للأنظمة المقدرة على التعلم واتخاذ القرار تلقائيًا بناءً على نمط وسلوك الأشخاص، فلا يحتاج التعلم الآلي إلى برمجة محددة لتنفيذ أي نشاط.

التعلم الآلي هو تطوير برامج الحاسوب التي يمكنها الوصول إلى البيانات، ومن خلال العديد من سلاسل من الخوارزميات يتم استعمال البيانات لتتعلم ذاتياً الإجراء الذي يجب اتخاذه بناءً على تلك البيانات فمثلا من خلال استخدامك لساعة منبه ذكية وتعمل بنظام التعلم الآلي وكنت تستيقظ بشكل يومي في الساعة الـ6 صباحاً، فاذا ما نسيت أن تضبط المنبه ستقوم الساعة تلقائياً بتنبيهك لضرورة ضبط المنبه في نفس الموعد المعتاد وذلك تبعاً للسلوك المعتاد الذي كنت عليه. 

الهدف الأساسي للتعلم الآلي هو السماح للنظام بالتعلم تلقائيًا دون تدخل بشري. هذا يسمح للنظام بالتكيف واتخاذ الإجراءات وفقًا لذلك. تبدأ عملية التعلم بنظام يراقب البيانات المرجعية والخبرات بناءً على تلك البيانات، ويبدأ النظام بعد ذلك في فهم ومعرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها عند تقديم أنماط معينة ضمن مجموعة البيانات نفسها.